كم لِلمنازِلِ من شَهْرٍ وأحْوَالِ، – حسان بن ثابت

كم لِلمنازِلِ من شَهْرٍ وأحْوَالِ، … كما تقادمَ عهدُ المهرقِ البالي

بالمُستوي دونَ نَعْفِ القَفْ من قَطَنٍ … فالدافعاتِ أولاتِ الطلحِ والضالِ

أمْسَتْ بَسابِسَ تَسْتَنُّ الرّياحُ بها، … قدْ أُشْعِلَتْ بحصَاها أيَّ إشْعالِ

ما يقسمِ اللهُ أقبلْ غيرَ مبتئسٍ … منهُ، وأقعدْ كريماً ناعمَ البالِ

ماذا يحاولُ أقوامٌ بفعلهمِ، … إذ لا يزالُ سفيهٌ همهُ حالي

لقَدْ علِمْتُ بأنّي غالِبي خُلُقي … على السماحة ِ، صعلوكاً وذا مالِ

والمَالُ يَغْشَى أُنَاساً لا طَبَاخَ لهُمْ، … كالسيلِ يغشى أصولَ الدندنِ البالي

أصونُ عرضي بمالي لا أدنسهُ، … لا بَارَكَ اللَّهُ بعدَ العِرْضِ في المالِ

أحتالُ للمالِ، إن أودى فأجمعهُ، … ولسْتُ لِلعِرْضِ إن أوْدَى بمُحتالِ

والفَقْرُ يُزْري بأقوَامٍ ذَوي حسَبٍ، … ويقتدى بلئامِ الأصلِ أنذالِ

كم من أخي ثِقة ٍ، محْضٍ مضارِبُهُ، … فارَقْتُهُ غيْرَ مقْليٍّ ولا قالي

كالبدرِ كانَ على ثغرٍ يسدُّ بهِ، … فأصْبَحَ الثّغْرُ منهُ فرْجُهُ خَالي

ثمّ تَعَزّيْتُ عنْهُ، غَيْرَ مُختَشِعٍ … على الحوادثِ، في عرفٍ وإجمالِ