قوْمي بنو العباسِ حلمُهمُ – ابن الرومي

قوْمي بنو العباسِ حلمُهمُ … حِلْمي هَواك وجهلُهُم جهلي

نَبْلي نِبالُهُمُ إذا نزلتْ … بي شدة ٌ ونِبالُهم نَبلي

لاأبتغي أبداً بهم بدلاً … لفَّ الإلهُ بشمِلهم شملي

ومتى وردْتُ حياضهم معهم … لم يشْربوا صفواتها قبلي

قومٌ غدا بِرّي وتَكْرِمَتي … من شُغْلِهم ومديحُهم شُغلي

المُنعمونَ عليَّ أنعُمَهم … والحامِدون لكلّ ماأُبلي

أنا منهُمُ بقضاءِ مَنْ خُتمت … رسلُ الإله به وهم أهلي

مولاهُمُ وغذِيّ نعمتهِم … والرُّومُ حين تَنصُّني أصلي

حُكماءُ هذا الناسِ رُوقَتُهم … أتعيبُ اصلي ويكَ أم فَصْلي

ومتى اعتصَمْتُ بهم فهم جبلي … ومتى رعيتهمُ فهُم سَهلي

ومتى صفدْتُ ففضلهُم صفدي … ومتى أجرْتُ فحبلُهم حَبْلي

ومتى دعوتُهمُ لنائبة ٍ … حَدِبوا عليّ ولم يَرَوْا خَذْلي

يَهَبون دون دمي دماءهُمُ … وأرى قليلاً دونهم قتلي

وإذا غدوتَ وجمعُهم حَشَدي … لم تُستَطعْ خَيْلي ولا رَجلي

يامَنْ يميلُ إلى عدوّهمُ … ماأنْتَ من جِدّي ولاهَزْلي

من لا يرى شمسي إذا طلعتْ … فقد استقاد عماهُ لي تبلي

حسبي عماهُ من عُقوبتِه … وكفاهُ من عذلِ امرىء عذلي

لايأملنَّ معاشرٌ جِيَفٌ … جزْري خباءثهم ولاأكلي

أكرمْتُ نصلي عن لُحومِهمُ … وخُلقتُ يعرف مَضْربي نَصلي