في سبيل المجد – أحمد مطر

إنّما أيّامُكمْ مُحدَثَةٌ

تَمشي على عَكْسِ خُطى آبائِها

هِيَ في التّجديدِ لابُدّ لَها

أن تَفصِلَ الأشياءَ عن أسمائِها

وَهْيَ في السُّرعةِ لابُدَّ لَها

أن تُسقِطَ الزّائِِدَ مِن أعبائِها

الهُدى

والشّرفَ التالِدَ

والعِفّةَ والعِزّةَ والصّدْقَ

وما شابَهَ مِمّا حَمْلُهُ

يُسرِعُ في إبطائِها

وَهْيَ في التّغيرِ لابُدَّ لَها

أن تُبدِلَ النّظرةَ لِلعَوْراتِ

في أعضائِها

فَهْيَ لا ترفَعُ ذَيلَ الثَّوبِ

عن أشيائِها

مِن قِلّةِ استحيائِها

إنّما ترفَعُهُ

كي تَستُرَ المكشوفَ مِن أثدائِها

فاشكروا اللّهَ على آلائِها

واجعَلوا أصواتَكُمْ

بعضَ صَدى أصدائِها

بِنَعيقٍ طَعِّموا لَحْنَ أغانيكُمْ

إلى أن تُفلحوا يَوماً بإتقانِ النَّهيقْ

وارفعوا أَدمغةَ النّاسِ

على مَتْنِ الفضائيّاتِ

حتّى تَبلُغَ القَعْرَ السَّحيقْ

وَضَعوا تاجَ بَيانِ الشِّعرِ مَقلوباً

على خَلْفيَّةِ النَّثرِ الصَّفيقْ

وانظروا عَبْرَ عَماكُمْ

واجذِبوا زَفرتَكْمْ عِندَ الشَّهيقْ

لن تَفوزوا بِرضا الأيّامِ

حتّى تخسروا الصِّحّة كُرمى دائِها

وَتُريقوا دَمَكْمْ حُبّاً لَدَى بَغْضائِها

فاحْرُسُوا يَقْظَتكُمْ

خَشيةَ أن ترتَدَّ عن إغفائِها

واطرحوا آلامَكُمْ

كي تَجمعَ المطروحَ من أبنائِها

وامنحوا أقلامَكُمْ

حُريَّةَ التعبيرِ عن أخطائِها

وانزعوا أحلامَكُمْ

ثُمَّ اغسِلوها

واعصروها

واشرَبوا مِن مائِها