فى وداع شوقى – كامل الشناوي
ملأ الحياة ترنما ً وهديلا … وقضى … فروعها بكا ً وعويلا
من أسكر بالنعى معللاً ً … نفسى .. بشكى فى الذى قد قيلا
حتى رأيت بكل روض ٍ وحشة ً … تركته مهصور الغصون محيلا
ولمحت أسراب الطيور حزينة ً … خرساء لا شدوا ولا ترتيلا
فشعرت بالجلى يدب دبيبها … لا خاليًا أبقت ولا ما هو لا
واذن فقد أقوت مغانى الشعر … فى الدنيا وبات لواؤه محلولا
وإذن فقد ذهب الزمان بخير ما … جاد الزمان .. أجب فصبرى عيلا
شوقى .. دعوتك أن تجيب فلبنى … إنى عهدتك للدعاء قبولا
قد روع الدنيا رداك فعزها … فى خطبها الدامى وعز النيلا
يايوم شوقى لم نجد لك فى الزمان … ولا لشوقى فى الزمان مثيلا
روعت دنيا لا يزال يروعها … أن لن ترى عنك الغداة بيلا
كم معشر ٍ كفروا بمجدك ضلة ً … فأتيتهم بالمعجزات دليلا
فأتم معجزة النهى وابعث لنا … من شعرك المعى الفناء رسولا
ياطالما ساءلت قبلك من مضوا … كنه الحمام .. وسره المجهولا
فلتخبر الأحياء عن سر الذى … لاقيت وارفع ستره المسدولا
كم مرة أصيت لى فرثيت للفنان … يقضى فى الحياة خمولا
يجتاحنى الألم الدفين فأرتمى … سكران مشبوب الجوى مذهولا
فإذا صحوت صحا الأسى بجوانحى … وبكيت من حزن عليك طويلا
نم فى ظلال بديع شعرك واطرح … عبء الحياة فكم أراه ثقيلا
تحنو عليك من النعيم سحابة … تسقى رفاتك بكرةً وأصيلا
ياليت شعرى كيف حال الشعر … الأخرى وهل حاله فى الأولى
أم أن فى كنف الخلود وفيئه … ظلا لأرباب البيان ظليلا
يلقون يه العبء عن اكتافهم … وكفكفون المدمع المبذولا ؟