عَهِدْتُكَ لاَ تَهْوَى ثَنَاءً لِقَائِلِ – خليل مطران
عَهِدْتُكَ لاَ تَهْوَى ثَنَاءً لِقَائِلِ … وَتؤْثِرُ فِي صَمْتِ ثَنَاءَ الفَضَائِلِ
لَقَدْ قَلَّ مَنْ يُؤْتِيهِ مَوْلاَهْ نِعْمَةً … وَيَقْدُرُهَا القَدْرَ الجَدِيرَ بِعَاقِلِ
فَلاَ هُوَ تَيَّاهٌ عَلَى نُظَرَائِهِ … وَلاَ هُوَ نَاسٍ حَقَّ عَافٍ وَسَائِلِ
وَجِيهٌ وَمَا أَحْلَى الوَجَاهَةَ فِي أَمْرِىءٍ … رَقِيقِ حَوَاشِي الطَّبْعِ عَذْبِ الشَّمَائِل
بِنَائِلِهِ يُؤْتِي الجَّميلَ مِنَ النَّدَى … وَلَيْسَ جَمِيلاً فِي النَّدَى كُلُّ نَائِلِ
لَكَ اللهُ يَا مَنْ حَلَّ بِالجّاهِ وَالحِجَى … مَكَانَتَهُ بَينَ السَّراةِ الأمَاثلِ
فَمَا فِي الأُولَى خَالَطْتَ إِلاَّ مَنِ اجْتَلَى … بِمَسْرَاكَ مَسْرَى الْكَوْكَبِ المُتَكَامِلِ
وَأَكْبَرَ ذَاكَ الحَزْمَ وَالعَزْمَ فِي فَتًى … تَخَطَّى حِجَاهُ سِنَّهُ بِمَرَاحِلِ
فَادْرَكَ مَجْداً كَانَ دُونَ بُلُوغِهِ … توَقَّى مُلِمَّاتِ وَحَلَّ مَعَاضِلِ
وَلَمْ يَبْلُ مِنْهُ النَّاسُ إِلاَّ مُهَذَّباً … حَمِيدَ الطَّوَايَا وَالمُنَى وَالوَسَائِلِ
بُرَبِّي بَنِيهِ بِالحَصَافَةِ وَالهُدَى … وَتسْعِدُه أَوفَى وَأَكْفَى العَقَائِلِ
عَقِيلَةُ بَيْتٍ بَارَكَ اللهُ حَوْلَه … فَمَا مِنْ وَشَايَاتٍ وَمَا مِنْ عَوَاذِلِ
بِغَيْرِ الَّذِي يُرْضِي الضَّمِيرَ وَرَبَّهَا … وَوَاليَهَا لَيْسَتْ بِذَاتِ شَوَاغِلِ
فَبَشِّر بِسَعْدٍ أُمةً كَثُرَتْ بِهَا … مَنَازِلُ أَبْرَارٍ كَهَذِي المَنَازِلِ
يُشَرِّفُ أَرْبَابُ البُيُوتَاتِ قَوْمَهُمْ … وَيَبْنُونَ لِلْمُسْتَقْبَلِ المُتَطَاوِلِ
فَذَاكَ هُوَ العُمْرَانُ وَالفَوْزُ لِلْحِجَى … بِإِعلاءِ حَقٍّ أَوْ بِإِزهَاقِ بَاطِلِ
صَدِيقِيَ هَذَا وَصْفُ حَالٍ شَهِدْتهَا … وَوَصْفِيَ لاَ يَعْدُو شَهَادَةَ عَادِلِ
بَنَيْتَ بِإِقْدَامٍ وَصِدْقٍ كَما بَنَى … أَبُوكَ وَأَي الفَضَّلِ فُضْلُ الأوَائِل