على الكرهِ ما فارقتُ أحمدَ وانطوى – دعبل الخزاعي
على الكرهِ ما فارقتُ أحمدَ وانطوى … عليهِ بناءٌ جندلٌ ورزينُ
وأسكنتهُ بيتاً خسيساً متاعهُ … وإِنِّي على زَعمي بِه لَضَنينُ
ولولا التَّأَسِّي بالنَّبيِّ وأهْلهِ … لأَسْبَلَ مِنْ عَيني عَلَيْهِ شُؤونُ
هَوَ النَّفْسُ، إِلاّ أَنّ آلَ مُحَمَّدٍ … لهمْ ، دونَ نفسي ، في الفؤادِ كمينُ
أضرَّ بهمْ إرثُ النبيِّ فأصبحوا … يساهمُ فيهمْ ميتة ٌ ومنونُ
دعتهمْ ذئابٌ منْ أميَّة وانتحتْ … عليهمْ دراكاً أزمة ٌ وسنونُ
وعاثتْ بنو العباس في الدينِ عيثة ً … تحكمَ فيها ظالمٌ وظنينُ
وسموا رشيداً ليسَ فيهمْ لرشدهِ … وها ذاكَ مَأْمُونٌ وذاكَ أَمينُ
فما قبلت ْ بالرشدِ منهمْ رعاية ٌ … وَلا لِوليٍّ بالأَمانَة ِ دِينُ
رَشيدُهم غاوٍ، وطِفلاهُ بَعْدَهُ … لهذا رزايا ، دونَ ذاكَ مجونُ
وأَيُّهما ما قُلْتَ: إِنْ قُلْتَ شَرْبة ٌ … وإنْ قلتُ موتٌ ، إنهُ لقمينُ
أيا عجباً منهمْ يسمونكَ الرضا … وتَلْقاكَ مِنهمْ كَلْحَة ٌ وغُصُونُ
أَتَعَجَبُ للأَجْلافِ أَن يَتَخَيَّفُوا … مَعالمَ دِينِ اللّهِ وهُوَ مُبينُ
لَقدْ سَبَقَتْ فِيهمْ بِفَضْلِكَ آية ٌ … لَدَيَّ، ولكنْ مَا هُناكَ يَقين