سلامٌ أيها الملك الهمام – أحمد محرم

سلامٌ أيها الملك الهمام … تطوف به الملائكة الكرام

أتيتك والعيون الخزر ترنو … إلي كأنها حولي سهام

فمن أوحى إلى الأقوام أنى … سأشكو من أذاهم ما نسام

لقد خلفتنا لخطوب دهرٍ … غوالب ما لنا منها اعتصام

سئمناها فليس لنا اصطبار … وأيسر ما بنا منها السآم

محمد إنها عشرون عاماً … وحسب المرء مما ساء عام

أتدري ما تجشمنا الليالي … وتركبنا حوادثها الجسام

أترضى أن يقر الضيم فينا … فخير رغائب الحر الحمام

أليس الموت أجمل من حياة ٍ … يهان المرء فيها أو يضام

أنوماً يا محمد عن بلاد … أباح حريمها الأهل النيام

فقم تر ما دهاها من شقاءٍ … ومثلك ليس يعييه القيام

وإنك لو أجلت الطرف فيها … لخضب جيبك الدمع السجام

وأقيم لو قدرت على جزاءٍ … إذن أودى بنا منك انتقام

هدمنا ما بنيت من المعالي … بعزمك والخطوب لها اعتزام

أما يرضيك عمن عق منا … رجالٌ بالوفاء لها اتسام

سواءٌ من نمته مصر منهم … على غير الحوادث والشآم

رعى الله الشآم فكم حبانا … أيادي مالها عنا انصرام

لنا من أهله أهل كرام … يصان العهد فيهم والذمام

همو أعوان مصر وناصروها … إذا نزلت بها النوب العظام

وهم إخواننا الأدنون فيها … نصافيهم وإن كره الطغام

يؤلف بيننا نسبٌ قريبٌ … ويجمعنا التودد والوئام