رسالة إلى ميت – غازي القصيبي

حديثنا مضيعة للوقت

فإنني حي و أنت ميت

و بعد ما دفنت

لأني أؤمن بالشروق و الزهور

و رقصة الربيع في الوديان

و ضحكة الأحلام في الثغور

و نبضة الفرحة في الإنسان

و أنت لا تهوي سوى القبور

و النعق في الأطلال كالغربان

لأنني أمجد الحياة

أرشي ابياتي على شجعانها

الزراعي دروبها بالأمنيات

و الناثري الورد على أحزانها

و أنت لا تهوى سوى الرفات

لأني أحب كل طفله

أحب كل خصلة

أحب كل رمله

و أعشق الجبال و السهول و البحار

و أنت من بغضك تحيا في إسار

تود لو خنقت ضوء الشمس في النهار

و لو قتلت اللحن في المزمار

و لو وأدت الحب في الأفكار

فرانكفورت:

1977م

1397هـ