رأت المشيبَ بعارضيك ففاظَها – حيدر بن سليمان الحلي
رأت المشيبَ بعارضيك ففاظَها … وثنت بذاتِ البانِ عنك لحاظَها
هيفاءُ لو بَرَزت لنسّاك الورى … يوماً لأحبى دَلُّها وُعاظّها
ريمٌ لئالىء ُ نحرِها تحكي لئا … لىء َ ثغرِها اللاّئي حكت ألفاظُها
قد كان شملُك بالكواعب جامعاً … أيامَ سوُقِ صباك كان عُكاظها
فتنبَّت عينُ الزمانِ ففرَّقت … بالشيبِ شملكَ، لا رأت إيقاظها
رَّقت إليك قلوبهنَّ مع الصَبا … وأعادهنَّ لك المشيبُ غِلاظها
فدع الغواني القاتلاتِ بصدّها … كم فتية ٍ غنجُ اللحاظِ أفاظها
واهتُف هُديت وَلو من النبل العِدى … كسرت عليك لغيظِها أرعاظها
بمدائحِ الحسن الذي آباؤه … كانوا لأسرارِ الندى حُفاظّها
حمَّالِ ثقل المكرماتِ بهمَّة ِ … لم تَشكُ مذ نهضت بها إبهاظها
يا من أعادَ النيّراتِ ضياءَها … فزهت وأعطى المخدراتِ حُفاظها
أو قدَت نارَ قرى َ لضيفك ضوؤها … وبقلب كاشحك اقتدحت شواظها