داء أهل الشرق ضعف الهمم – أحمد محرم

داء أهل الشرق ضعف الهمم … وبهذا كان موت الأمم

يا بني الشرق ولا شرق لكم … بسوى الجد ورعي الذمم

مالكم لا تنجلي غمتكم … أتحيون اشتداد الغمم

فرجوها واكشفوا ظلمتها … بقوى كشافة ٍ للظلم

خنتم العهد فبتم نوماً … ضل سعي الخائنين النوم

يا بني الشرق أفيقوا إنما … خدعتكم كاذبات الحلم

إن من شر البلايا نومكم … عن عدو ساهرٍ لم ينم

يقظ العينين والرأي معاً … وهو ماضٍ كالحسام المخذم

لا تظنوا المجد شيئاً هيناً … إنه في لهوات الضيغم

هكذا نحن وهذي حالنا … ليس فينا غير نكسٍ محجم

واهن العزم ضعيفٍ قلبه … غير ثبت الجأش في المزدحم

يا بني الشرق لمجدٍ ضائعٍ … من بكى ضيعته لم يلم

كان بالأمس منيعاً صرحه … يتسامى فوق هام الأنجم

أصبح اليوم كربعٍ دارسٍ … طامسٍ عفته أيدي القدم

قد شجاني وشجاه أنه … بسوى أيديكمو لم يهدم

جددوه وامنعوا حوزته … وادفعوا عنه يد المهتضم

وارفعوا بنيانه حتى يرى … كالذي كان أشم القمم

إنني أخشى وبالشرق صدى ً … أن يروى من بنيه بالدم

وأرى موت الفتى خيراً له … من حياة ٍ بين نابى أرقم

أصبح الشرق كبيراً هرماً … لهف نفسي للكبير الهرم

أكرموه يا بنيه إنه … ليس يرضى الشيخ إن لم يكرم

أزجروا أنفسكم عن غيها … إن عقبى الغي طول الندم