حَسْناءُ لَكنْ نَفُورُ – خليل مطران

حَسْناءُ لَكنْ نَفُورُ … بَادٍ عَليْهَا الفُتورُ

إِذَا رَنَتْ غَارَ مِنْها … فِي الْحَيِّ عِينٌ وَحُورُ

وَإِنْ تَمِسْ فإِلَيْهَا … مُنَى النُّفُوسِ تَطِيرُ

لاَ تكْسِرُ الْجَفْنَ إِلاَّ … وَقَلْبُ صَبٍّ كَسِيرُ

وَلا تَبسَّمُ إِلاَّ … وجفْنُ باِكٍ يَمُورُ

وَلا تَلَفَّتُ إِلاَّ … وَجِيرَةُ الحَيِّ صُورُ

يَا قُرَّةً لِعُيُوِني … فِي الصَّدْرِ مِنْهَا سَعِيرُ

كَمْ جِئْتُكُم مُسْتَزِيراً … وَطَيْفُكُمْ لاَ يَزُورُ

إِنْ كانَ صَبْرِي قَلِيلاً … فَإِنَّ وَجْدِي كَثِيرُ

لَيْسَ المُحِبُّ صَدُوقاً … فِي الحُبِّ وَهْوَ صَبُورُ

يا بَدْرُ سُمِّيت بدْراً … وَأَيْنَ مِنْكَ البُدُورُ

أَيْنَ الجَمَادُ مُنِيراً … مِنْ ذِي حَيَاةٍ يُنِيرُ

أَيْنَ الصَّبَاحَةُ فِيهِ … وَأَيْنَ مِنْهُ الشُّعُورُ

أَيْنَ السَّنَى وَهْوَ شَيْبٌ … مِنَ الصِّبَا وَهْوَ نُورُ

لمْ أَنْسَ حِينَ التَقيْنَا … وَالرَّوْضُ زاهٍ نَضِيرُ

إِذِ الْعُيُون نِيَامٌ … وَاللَّيْلُ رَاءٍ حَسِيرُ

نَشْكو الغَرَامَ دِعَاباً … وَرُبَّ شَاكِ شَكُورُ

وَفِي الهَوَاءِ حَنِينٌ … مِنَ الهَوَى وَزَفِيرُ

وَلِلمِياِه أَنِينٌ … تَذُوبُ مِنْهُ الصُّخُورُ

وَلِلنَّسِيمِ حَدِيثٌ … عَلى المُرُوجِ يَدُورُ

وَلِلأَزاهِرِ فِكْرٌ … يَرْوِيهِ عَنْهَا العَبِيرُ

وَالبَدْرُ فِي الغَيْمِ يَخْفَى … آناً وَآناً يثُورُ

بِيضُ الغُيُومِ جَوَارٍ … لَدَيْهِ وَهْوَ أَمِيرُ

تَدْنُو إِلَيْهِ فَتٌلْقِي … تحِيَّةً وَتَسِيرُ

مَنَاظِرٌ رَائِعَاتٌ … مِرْآتُهُنّ الغَدِيرُ

يَدْأَبْنَ مُبْتَدِعَاتٍ … وَدَأْبُهُ التَّصْويرُ

لَهْفِي عَليْهِ زَمَاناً … وَلَّى فَوَلَّى السُّرُورُ

مَضَى قَصِيراً وَلكِنْ … لِلسَّعْد عَهْدٌ قَصِيرُ