جَلَّ فِي خَلْقِهِ البَدِيعُ القَدِيرُ – خليل مطران

جَلَّ فِي خَلْقِهِ البَدِيعُ القَدِيرُ … مَا الهَيُولى مَا بَدْؤُهَا مَا المَصِيرُ

إِنَّ رُوحِي مِنْ أَمْرِ رَبِّي … وَمَا يَكْشِفُ عَنْهَا الحِجَابَ إِلاَّ الضَّمِيرُ

غَيْرَ أَنَّي أَرَى الهَيُولى قَدِيماً … يَعْتَرِيهَا التَّبْدِيلُ وَالتَّغْيِيرُ

وَهْيَ لَيْسَتْ عَلى التحَوُّلِ إِلاَّ … لَمَعَات مَآبُهَا الدَّيْجُورُ

تتجَلَّى الشَّمُوسُ مِنْهَا لآِنٍ … ثُمَّ تأْتِي آجَالُهَا فَتَغورُ

صُوَرٌ تَنقَضِي وَتحْدُثُ أَخْرَى … وَالذُّرَيْرَاتُ فِي الفَضَاءِ تَمُورُ

وَكَهَذِي الأَرْضِ الصَّغِيرَةِ كَمْ أَرْ … ضٍ عَلى نَفْسِهَا لِحِينٍ تَدُورُ

مَا لَهَا لا وَلا لِحِيٍّ عَليْهَا … مِنْ خُلُودٍ إِنَّ الحَيَاةَ عُبُورُ

مَا الَّذِِي تَبْتَغِي الْخِشَاشُ وَمَاذَا … تَتَوَخَّاهُ فِي العَنَانِ النُّسُورُ

خُلِّ هَذِي الأَفْلاكَ تجْرِي إِلى مَا … لَسْتَ تدَرِي وَغَن يَا عُصْفُورُ