تعلموا كيف تبني مجدها الأمم – أحمد محرم
تعلموا كيف تبني مجدها الأمم … وكيف تمضي إلى غاياتها الهمم
تعلموا وخذوا الأنباء صادقة … عن كل ذي أدب بالصدق يتسم
أمن يقول فما ينفك يكذبكم … كمن إذا قال لم يكذب له قلم
لكم على الدهر مني شاعر ثقة … تقضى الحقوق وترعى عنده الذمم
تعلموا يا بني الإسلام سيرته … وجددوا ما محا من رسمها القدم
الله أكبر هل هانت ذخائره … فما لكم مقتنى منها ومغتنم
بل أنتم القوم طاح المرجفون بهم … وغالهم من ظنون السوء ما زعموا
ماذا تريدون من ذكرى أوائلكم … أكل ما عندكم أن تحشد الكلم
لسنا بأبنائهم إن كان ما رفعوا … من باذخ المجد يمسي وهو منهدم
إن تذكروا يوم بدر فهو يذكركم … والحزن أيسر ما يلقاه والألم
سن السبيل لكم مجدا ومأثرة … فلا يد نشطت منكم ولا قدم
غاز يصول بجند من وساوسه … وقائد ماله سيف ولا علم
حيوا الغزاة قياما وانظروا تجدوا … وفودهم حولكم يا قوم تزدحم
ثم انظروا تارة أخرى تروا لهبا … في كل ناحية للحرب يضطرم
حيوا الملائكة الأبرار يقدمهم … جبريل في غمرات الهول يقتحم
الأرض ترجف رعبا والسماء بها … غيظ يظل على الكفار يحتدم
هم حاربوا الله لا يخشون نقمته … في موطن تتلاقى عنده النقم
من جانب الحق أردته عمايته … وأحزم الناس من بالحق يعتصم
الدين دين الهدى تبدوا شرائعه … بيضا تكشف عن أنوارها الظلم
ما فيه عند ذوي الألباب منقصة … ولا به من سجايا السوء ما يصم
يحيي النفوس إذا ماتت ويرفعها … إذا تردت بها الأخلاق والشيم
لا شيء أعظم خزيا أو أشد أذى … من أن يطاع الهوى أو يعبد الصنم
دين تصان حقوق العالمين به … ويستوي عنده السادات والخدم
ضل الألى تركوا دستوره سفها … فلا الدساتير أغنتهم ولا النظم
دعا النبي فلبى من قواضبه … بيض مطاعمها المأثورة الخذم
حرى الوقائع غرثى لا كفاء لها … إن جد ملتهب أو شد ملتهم
تجري المنايا دراكا في مسايلها … كما جرى السيل في تياره العرم
قواضب الله ما نامت مضاربها … عن الجهاد ولا أزرى بها سأم
يرمي بها كل جبار ويقصمه … إن ظن من سفه أن ليس ينقصم
الجيش منطلق الغارات مستبق … والبأس محتدم والأمر ملتثم
الله ألف بين المؤمنين فهم … في الحرب والسلم صف ليس ينقسم
كروا سراعا فللأعمار مصطرع … تحت العجاج وللأقدار مصطدم
من كل أغلب يمضي الحتف معتزما … إذا مضى في سبيل الله يعتزم
حران يحسب إذ يرمي بمهجته … نشوان يزداد سكرا أو به لمم
للحق نشوته في نفس شاربه … وليس يشربه إلا امرؤ فهم
وأظلم الناس من ظن الظنون به … ما كل ذي نشوة في الناس متهم
طال القتال فما للقوم إذ دلفوا … إلا البلاء وإلا الهول يرتكم
وقام بالسيف دون الليث صاحبه … يذود عنه وعز الليث والأجم
ماذا يظن أبو بكر بصاحبه … إن الرسول حمى للجيش أو حرم
أمن النفوس إذا اهتاجت مخاوفها … والمستغاث إذا ما اشتدت الغمم
هل يعظم الخطب يرميه امرؤ درب … أفضى الجلال إليه وانتهى العظم
راع الكتائب واستولت مهابته … على القواضب تلقاه فتحتشم
دعا فماجت سماء الله وانطلقت … كتائب النصر ملء الجو تنتظم
لا هم غوثك إن الحق مطلبنا … وأنت أعلم بالقوم الألى ظلموا
تلك العصابة ما لله إن هلكت … في الأرض من عابد للحق يلتزم
جاء الغياث فدين الله منتصر … عالي اللواء ودين الشرك منهزم
جنى على زعماء السوء ما اجترحوا … وحاق بالمعشر الباغين ما اجترموا
ما الجاهلية إلا نكبة جلل … تردي النفوس وخطب هائل عمم
هذي مصارعها تجري الدماء بها … وتشتكي الهون في أرجائها الرمم
هذا أبو الحكم انجابت عمايته … لما قضى السيف وهو الخصم والحكم
ماذا لقيت أبا جهل وكيف ترى … آيات ربك في القوم الذين عموا
هذا القليب لكم في جوفه عبر … لا اللوم ينفعكم فيها ولا الندم
لا تجزعوا واسمعوا ماذا يقال لكم … فما بكم تحت أطباق الثرى صمم
الشرك يعول والإسلام مبتسم … سبحان ربي له الآلاء والنعم
يا قومنا إن في التاريخ موعظة … وإنه للسان صادق وفم
لنا من الدم يجري في صحائفه … شيخ يحدثنا أن الحياة دم