تبسم ثغر الكون عن طالع السعد – أحمد فارس الشدياق

تبسم ثغر الكون عن طالع السعد … فبشر أهل الأرض بالخير والرغد

وسارت باقطار البلاد بشائر … باعراس انجال العزيز ذوي الجد

محمد توفيق له السعد خادم … واجدر من يؤتى الولاية عن عهد

فإن له حزما وعزما وفطنة … وفضلا وإحسانا يجل عن الحد

لقد عرفت منه النقابة في الصبى … كما عرفت منه النجابة في المهد

بذاك جرى امر الآله وما لما … يشاء من الأمر المقدر من رد

ومنهم حسين ذو المعارف والحجى … تدور مساعيه على محور الرشد

تقلد تفتيش الأقاليم أولا … تقلد ندب ليس يبقى على جهد

ومن بعدها الأوقاف مع خطتين من … نظائرها قدرا فحسبك من جلد

فسنى لها وجه السداد وزانها … كما ازدان جيد المرأة الخود بالعقد

جلاء الفتى في منتضاه رئاسة … يليها وإلا فهو كالسيف في غمد

وثالثهم رب النهى حسن له … محامد عند الإنكليز بلا عد

له بلسان القوم اعذب منطق … فتحسبه من مورد العرب الشهدي

أجلته أملاك الفرنج لأن رأوا … شهامته أنموذج الأب والجد

تقربهم عين العزيز اذا راى … محامدهم في الناس قدوة مقتد

فروع على اصل المكارم قد نمت … فصار لها ظل على الخلق ذو مد

فمن عائد من دهره بفنائهم … ومن شاكر نعمى وقته من الاد

بدور كمال في المعالي طوالع … الى مغنم الدنيا وما بعدها تهدى

نجوم هدى ما ان يغيب لها سنا … اذا غاب نور النجم عن عين مستهدى

ولو لم يكونوا انجما ما تحملوا … عن الوطن المانوس يوما اسى البعد

كذلك ابناء الملوك نراهم … يجولون اقصى الصين والسند والهند

فهل كان من يقرو البلاد تعرفا … كمن لا يرى منها انيسا سوى هند

وشتان ما بين امرئين تبادرا … الى فهم معنى ما يشوق من النهد

هم السادة الغر الذين تبوأوا … من العز ما تعنو له سطوة الاسد

هم الافضلون الاكملون مناقبا … يطوف من غور ثناهم الى نجد

ففي كل فن بان منهم براعة … وفي كل فضل ادركوا غاية القصد

لعمرك لو رب الخديو بفضله … رقيقا لفاق ابن الاماجد في المجد

فكيف وهم من صلبه ولديهم … مشايخ علم من ذوي الحل والعقد

واثن على المفضال طوسون نجل من … توفى سعيدا وهو في جنة الخلد

لقد شب في حجر العزيز وبره … فانزله في الحب منزلة الولد

وفي مدح ابراهيم نجل شقيقه … مجال لراوي الصدق او حسن السرد

تحرى رضى الرحمن في كل ما نوى … فكان الذي يخفى كمثل الذي يبدى

وهل لي ان انسى فريضة مدحة … لمنصور الشهم الهمام وذا وردى

لئن فات قبل الآن عيد زفافه … ففي كل يوم عيد شكرانه عندي

أياديه مصداق على ما رووا لنا … عن الكرماء الأولين م الشكد

تعلمنا والله ان كيف ينيغي … لنا ان نصون النفس عن ارب مرد

فما الشعر ما اعياك في الليل نفده … ولكن ما اغناك في الصبح بالنقد

يفيدك من قبل السؤال فسل به … خبيرا ولا يضللك عنه امرؤ بعدي

فذلك بحر في المكارم زاخر … فمن كان منه غارفا فهو ذو تلد

ولو لم يكن الا سماحة خلقه … لقلنا تعالى الله خالق ذا الفرد

فهذا الذي ان قلت اطريه فالورى … معي وعلى الذنب ان لم اقل وحدي

وامدح ابراهيم نجل العزيز من … ترعرع في حب العلى صادق الود

تحلى بآداب الشيوخ ولم يزل … صباه بمنأى عن حلى زغب الخد

فيا رب صنهم اجمعين وصن لهم … مربيهم ما طاب نشر من الورد

وابق لنا ام العزيز التي لها … فواضل تجرى في البلاد على وخد

لها البر والتقوى شعار وانه … لا ظهر من فند واشهر من بند

مصون على طول الزمان حجابها … ومعروفها في معرض البذل للوفد

أنالت بني الآمال ما شيدوا به … بيوتا وربوا من بها دون ما كد

ففي كل قلب شكرها ودعاؤها … احب الى الوسنان من لذة الرقد

ولو كل انثى اوتيت عشر ما لها … من الراي عاشرن الرجال على جهد

ولم تلف في قيد التزوج زاهدا … على ان جل الناس فيه ذوو زهد

فطوبى لمن القى الرجاء ببابها … ومن باياديها على الدهر يستعدى

بايامها الغراء مصر تتوجت … بتيجان اعراس متممة النضد

رعى الله ايام العزيز فانها … مواسم افراح وجدوى لمستجد

واعظم ما يصبى الفؤاد ثناؤه … وذكر معاليه الذ من الشهد

وتكرير ما اجدى واسدى من اللهى … فذلك احلى في اللهاة من القند

اشادة بيت واحد في مديحه … يشاد بها بيت من الحجر الصلد

دليل على توحيد من برا الورى … تفرده بالمكرمات عن الند

فلا جور في حكم ولا ميل عن على … ولا سأم من بذل ولا خلف في وعد

وما هو باللاهي وحاشاه ساعة … عن الدين بل فيه له داب ذي جد

يرى مشفقا لينا على اوليائه … ولكن على الاعداء اصعب مشتد

يعز علينا ان نودى شكره … بلفظيه به شكر لآخر قد ادى

ولكن في اللفظ اشتراكا كما اتى … سميوه لم يهدوا الانام لما يهدى

زهت مصر في ايامه فهي غضة … تبرج من قبل الزفاف ومن بعد

وفاخرت الدنيا بنيلين احدقا … بها نيل ماء ثم نيل من الرفد

فلا الجدب يذوبها ولا ضير يعترى … مرابعها من طارى العسر والنكد

غمام ولكن يكشف الضر سحه … فيعمر ما في الحزن والسهل من جرد

حسام بنو من سينه ليس في اسمه … او الحاء منه ظللوا تحت افرند

وانكر شيء ان يؤمك جاحد … لجدوى فان تنقله عاد الى الجحد

الا لا يسود الناس مالك قينة … تغنيه اذ تسقيه يا مالك العيد

ولا من يزكى نفسه وهو عاجز … ولا من برى ان المحاسن في البرد

ولا من يخال الفخر في عنجهية … وزهو فان يسأل تغضن كالجلد

كأن البرايا كلفت بولائه … فما هو الا ان يقول لها جدوى

يقول انا هادي الورى وامامهم … فعما قليل يدعى انه المهدى

ولا من روى بيتين في ذي تدلل … عليه وفيما شفه من ضنى الوجد

يحذرنا من حينه في غرامه … وينذرنا الآفات من دائه المعدي

ولكنما من يعتق العبد جوده … ويبني بيوتا سامها العدم بالهد

ومن في حماه قد انام الانام في … امان وعيش ناعم وهو في سهد

وتلك لعمري عادة لابي الفدا … وما لامرئ عما تعود من صد

وهيل ينكر الشمس المنيرة في الضحى … سوى العمى او يقلى سناها سوى الرمد

ابى الله الا ان تكون مزية … وفضل لبحر يستماح على جعد

وان يثبت الملك المؤثل راسخا … مصونا لذي جند على غير ذي جند

كفى حاسديه انهم عند سمعهم … مديح معاليه يذوبون من نأد

يودون لو صموا اذا سمعوا به … فما شانهم ان ينظروا عين ما يسدى

لعمرك ان الحس اصل الحسود اذ … يحس فوادا فيه يمكث كالحصد

فلست ترى من حاسد غير جائر … اذا ذكر المحسود من وجع الكبد

فداء له ارواحهم غير انها … اراحت فليست بالجديرة ان تفدى

ولو ان من يحصى وفو هناتهم … يثاب لا حياه الثواب من اللحد

لئن فقدوا طرا ففي منظر الدمى … يديل يلهى النفس عن ذلك الفقد

فانهم مثل التماثيل صورة … منقشة ما ان تعيد ولا تبدى

فابلغهم ان العزيز ورهطه … لفى غبطة ما يعبأون بذي حقد

وفي الناس اشرار اتيح وجودهم … ليعرف قدر الخيرين على وكد

كما توجد الحيات يغتال سمها … الوفا وما من رقية معه تجدى

كذا حكمة الخلاق في خلقه فما … اتيح لخير او لشر فعن عمد

هنيئاً لمن كان العزيز مجيره … فيوقى سموم الهم من لافح الجهد

ويأمن من كيد الزمان وجوره … ويرتع في عيش هنئ مع الرغد

هو العمر فاغنم ما تيسر فيه من … قضاء لبانات توافيك بالنشد

وانفعها ان تستجير بمن ترى … على بابه الراجين وفدا على وفد

وتنشد مسرورا معي ومؤرخا … باهدا التهاني للخديوي والحمد