بَرَاغِيثُ مَحجوب لم أَنسَها – أحمد شوقي
بَرَاغِيثُ مَحجوب لم أَنسَها … ولم أنسَ ما طعمتْ من دمي
تشقُّ خَراطيمُها جَوْرَبي … وتنفُذُ في اللحم والأَعظُمِ
وكنتُ إذا الصَّيفُ راح احتجم … تُ فجاءَ الخريفُ فلم أحتجم
ترحِّبُ بالضَّيف فوقَ الط … ـقِ، فبابِ العيادة ِ فالسُّلَّم
قد انتشرت جوقة ً جوقة ً … كما رُشَّتِ الأَرضُ بالسِّمسِم
وترقصُ رقصَ المواسي الحدادِ … على الجِلدِ، والعَلَقِ الأَسحم
بواكيرُ تطلعُ قبل الشِّتاءِ … وترفعُ ألوية َ الموسمِ
إذا ما ابن سينا رمى بلغماً … رأيتَ البراغيثَ في البلغم
وتُبصِرُها حول بيبا الرئيس … وفي شاربيهِ وحولَ الفم
وبينَ حفائرِ أسنانهِ … مع السُّوسِ في طلبِ المَطْعَم