بنوركَ لا بالنيّرات الثواقبِ – حيدر بن سليمان الحلي

بنوركَ لا بالنيّرات الثواقبِ … أضاء حمى الزوراء من كل جانبِ

طلعتَ طلوع البدر فيها فلم تدع … على الأرض فخراً للسما في الكواكب

خلعت عليها من بهائِك حُلة ً … بها اختالت اليوم اختيال الكواعب

وألبستَها عقداً من الفخر ناظماً … لها الدرَّ فيه وهو درُّ المناقب

فما أنت إلا بحرُ علمِ تتابعتْ … عجائبه والبحر جمُّ العجائب

وما أنت إلا روضُ فضل تحدّثتْ … بريّاه أنفاسُ لصِبا والجنائب

وما أنت إلا ديمة ٌ مستهلة ٌ … بعرف من اللطف الإلهيِّ ساكب

أخو هممٍ لو زاحم الدهرُ بعضها … ثنته بصغراها حطيمَ المناكب

سما مفرقَ الجوزاء مجدُك عاقداً … ذوائبه منها عُلى ً في الذوائب

وجاراك من قلنا له: أين من جرى … على الأرض من مجرى النجوم الثواقب

أرحْ غاربَ الآمال عنك فلم ينل … مكانَ الدرارى فوق هذي الغوارب

وراءك أبرادٌ لعلياء لم تكنْ … تمدُّ الثريا نحوها كفَّ جاذب

فيا بن المزايا القادرية أعجزتْ … مزاياك في تعدادها كلَ حاسب

غلبنا بك الصيدَ الكرام على العلى … فحقُك أن تدعى بسيّد غالب

يروقك ما قد طرَّزت لك وشيَه … صناعُ القوافي لا صناعُ الكواعب

فدمتَ على هام المجرَّة ساحباً … مطارف فخرٍ طاهرات المساحب