الكون أشرق نضرة ونعيما – أحمد محرم

الكون أشرق نضرة ونعيما … هذا مكانك فاتخذه كريما

حن الزمان إليك حتى جئته … فطوى الحنين وردد التسليما

أنت المؤمل للشعوب وهذه … دنياك لا تبغي سواك زعيما

خذها من القوم الألى جمحوابها … واشرع لهم نهج الحياة قويما

داو السقام فقد تفاقم وانثنى … طب الألى سبقوك عنه سقيما

هاتيك مدرسة الحياة تقدمت … تلقى أجل شيوخها تعليما

ماذا حملت من المعارف والنهى … لما حملت كتابها المرقوما

علم الحضارة كان قبلك خافيا … فأتيت تظهر سره المكتوما

والحق ما عرف الدعاة سبيله … حتى أقمت بناءه المهدوما

بلغ رسالة من أقامك هاديا … وحباك فضلا من لدنه عظيما

ضل الألى جحدوه واتخذوا له … شركاء من أربابهم وخصوما

ما هذه الأرباب ما لعبادها … جهلوه ربا واحدا قيوما

جاء الأمين الصادق الهادي فمن … يكفر بدين الله كان ظلوما

رجفت قلوب المشركين لدعوة … طفقت تردد في البطاح هزيما

قالوا أيطمع أن يضل محمد … منا عقولا رجحا وحلوما

أنعزه ونذل من أصنامنا … ما عظم السلف الأعز قديما

إنا لنأنف أن يغير ديننا … رجل قليل المال شب يتيما

إن يتبع النفر الضعاف سبيله … فلنحن أمنع بيضة وحريما

إن المطاول بالرجال إذا بنى … جعل الدعائم سادة وقروما

هم شاغبوه فكان أعظم قوة … وأعز منزلة وأشرف خيما

وجدوه سمحا لا يضيق بمذنب … ورأوه موفور الأناة حليما

يدعو لهم رب اهد قومي إنهم … لا يعلمون وكنت أنت عليما

لو شئت ما جهلوا السبيل ولا رضوا … دينا من النمط الغبي ذميما

إني رسولك لن أمل جهادهم … أو يعبدوك ولن أكون سؤوما

يا قوم ماذا تعبدون تأملوا … من قبل ان تروا العذاب أليما

دين الحجارة وهو من آثامكم … خير لكم أم دين إبراهيما

أرسلت بالإسلام دينا قيما … وبعثت خيرا للشعوب عميما

الكفر والبغي الذميم كلاهما … جعلا الحياة على النفوس جحيما

فلأغسلن الأرض من أرجاسها … ولأصدعن ظلامها المركوما

بعثوا إليه من المخافة عمه … يزجي الرجاء مخيبا محروما

زعموه حران الجوانح يبتغي … دنيا الغواة ووردها المسموما

قال اتئد يا عم إن وراءهم … خطبا يشق على النفوس جسيما

النيران لو انهم جعلوهما … بيدي زدت صرامة وعزيما

والله لن يجدوا لدي هوادة … حتى يفيئوا أو أكون رميما

عرفوه فاتخذوا السبيل إلى الأذى … وتعاوروه مذمما مشئوما

وتألبوا يتعللون بقتله … قتلا يرون قضاءه محتوما

يا بؤس للرأي المضلل إنهم … طلبوا دما من كيدهم معصوما

لاموه وانقلبوا إلى شيطانهم … فقضى القضاء لهم وكان رجيما

أيكون من كره الضلال لقومه … ووفى لرب العالمين ملوما

الله أيده وقام بنصره … فنجا وأدبر جمعهم مهزوما

بوركت من واف يصاحبه أخ … صاف وبورك صاحبا وحميما

محيا النفوس وقى الإله حياته … وسلامها المأمول راح سليما

إن الذي أخلى الديار مهاجرا … ملأ النفوس وساوسا وهموما

بعثوا الأسنة والسيوف وراءه … فأعادها تجري دما وكلوما

رجعت مخيبة تذيب ظنونهم … فتذيب أرواحا لهم وجسوما

ماذا يظن المفسدون بمصلح … يبني ويهدم ظاعنا ومقيما

الكوكب السيار في آفاقه … ملأ البلاد أهلة ونجوما

أنصار دين الله حول نبيه … وصلوا بيثرب حبله المصروما

من خزرجي المجد أو أوسيه … طابوا فروعا في العلا وأروما

أحبب به من قادم ما مثله … في النازلين وفادة وقدوما

يا فاتح الدنيا ومانح أهلها … ما عز مرجوا وجل مروما

أنقذت هذي الأرض من آلامها … وشفيت هذا العالم المحموما

بالساطعات الشافيات من العمى … يطغى غياهب أو يموج غيوما

الله أنزلها عليك دراريا … طلعت معالم للهدى ورسوما

أوتيت بالفرقان مشرع حكمة … ما زلت تورده النفوس الهيما

خرف الزمان وأخطأت حكماؤه … سبل السداد وما يزال حكيما

لولا بلاغته وروعة نظمه … جهل الرجال اللؤلؤ المنظوما

كنز البيان فمن تطلب للغنى … كنزا سواه قضى الحياة عديما

فضت علوم الدهر منه جانبا … وغدا تفض الجانب المختوما

متجدد في كل عصر يبتغي … أمما تجيء جديدة وعلوما

دستور حق في يمين محمد … يحمي الضعيف وينصر المظلوما

يتملق المولى المعظم عبده … فيه ويخشى الحاكم المحكوما

قسم الحياة على النفوس وإن أبى … من لا يريد نصيبه المقسوما

لم يخلق الله القوي بملكه … ليكون وحشي الطباع غشوما

والأرض ما بسطت لتجحد ربها … وتمد من ظلم العباد أديما

يا مولد المختار أنت بعثتها … ذكرى تساجل دمعي المسجوما

أبكي على الإسلام يذهب عزه … ويبيت مطوي الجناح مضيما

نهضت شعوب الأرض ترفع مجدها … وأرى شعوب المسلمين جثوما

لزموا تخوم بيوتهم وغزاتهم … لا يرتضون سوى النجوم تخوما

قوم هم اتخذوا بكل محلة … كهفأ يضم نيامهم ورقيما

أو كلما جذب المقادة مصعب … في الشرق غودر أنفه مخزوما

لا هم جنبنا المجاهل واهدنا … هذا السبيل المعلم الموسوما

وتولنا في الحادثات وكن بنا … في النائبات إذا تنوب رحيما

كلمات: تراث سوري

ألحان: ابراهيم العميم