الضَّاحِكُ اللاَّعِبُ بِالأَمْسِ – خليل مطران
الضَّاحِكُ اللاَّعِبُ بِالأَمْسِ … بَاتَ صرِيعاً فَاقِدَ الأُنْسِ
أَوْحَشَنا تمْثِيلُهُ جَامِعاً … ما شاقَ مِنْ رَمْزٍ وَمِنْ نَبْسِ
وَذَلِكَ الإِلْقَاءُ مُسْتظْرِفاً … مِنْ فمِهِ فِي الْجَهْرِ وَالْهَمْسِ
وَذِلكَ التَّعْقِيبُ فِي فنِّهِ … بَيْنَ صَفاءِ العَقْلِ وَالمَسِّ
عَفا مِنَ الدنْيَا عَلَى أَنَّهُ … عُوفِيَ مِنْ صَادِعَةِ الرَّأسِ
كمْ رَاقِصٍ فِي عُرْسِهَا رُبَّمَا … كَان هُوَ الأَتْعَسَ فِي العُرْسَ
أَمْسَى وَمَا قوْلِي كَذَا فِي امْرِيءٍ … لاَ مُصِبحٍ بَعْدُ وَلاَ مُمْسِي
فِي مَوْطِنٍ حُرٍ نفَى عَدلُهُ … مَا كُان مِنْ سعْدٍ وَمِنْ نَحْسِ
مَاذَا تُرَاهُ ناقِلاً فِي دُجَى … مثْواهُ لِلجِنِّ وَلِلأَنْسِ
أَم أَخْرَسَتْهُ سِنَةٌ ذاقَهَا … بيْنَ نَدَامَى هُمًّدٍ خُرسِ
لَهَفِي عَلَيهِ وَعَلَى ذَاهِبٍ … فِي إِثْرِهِ يَعْثُرُ بِاليَأْسِ
حَيٌّ وَما فِي الفَضْلِ مِنْ جسْمِهِ … حَيٌّ سِوَى فضْلٍ مِنَ الحِسِّ
يلْقِي علَيْكُمْ مِنْ بَقايَا القوَى … آخرَ مَا يُلْقَى مِنَ الدَّرْسِ
فِي الخافِتِ الرَّاجِفِ مِنْ صَوْتِهِ … رَجْعّ بَعِيدٌ مِنْ صَدَى نَفْسِ
إِحسَانكمْ يُمْسِكُ حَوْبَاءَهُ … عَلَى شَفا هَارٍ مِنَ البُؤْسِ
نَبَتْ بِهِ الْخَيْبةُ عَنْ مُلْكِهِ … فِي الرومِ وَالأَعْرَابِ وَالفرْسِ
وإِنمَا العَاثِرُ عَنْ وَهْمِهِ … كَالْحَاكِمِ الْهَاوِي عَنِ الكٌرْسِي
يَا سَادَةً وَاسَوْا بِآلاَئِهِمْ … ذُرِّيَّةً فِي مُنْتَهى التَّعْسِ
فِي أَيِّ قُطْرٍ عَاشَ أَمْثالُكُمْ … فَلَيْسَ فِي البَأْسَاءِ مِنْ بِأْسِ
لاَ يُقْتَلُ الظَّمْآن فِي حَيِّكم … مَا دَامَ فضْلُ المَاءِ فِي الكأْسِ