الضَفائِر السُّود – نزار قباني

“رآها تتسرّح مرة وتنثر

الليل على كتفيها …”

يا شَعْرَها .. على يدي

شَلالَ ضَوْءٍ أسودِ ..

ألمُّهُ .. ألمُّهُ

سنابلاً لم تُحْصَدِ ..

لا تربطيهِ .. واجعلي

على المساءِ مَقْعَدي ..

من عُمْرنا .. على مخدَّاتِ

الشذا ، لم نرْْقُدِ ..

وحَرَّرَتْهُ .. من شريطٍ

أصفر .. مُغرِّدِ

واستغرقتْ أصابعي

في ملعبٍ .. حُرٍّ .. نَدِي

وفَرَّ .. نَهْرُ عُتْمةٍ

على الرُخامِ الأجْعَدِ ..

تُقِلُّني .. أرجوحةٌ سوداءُ

حيرى المقصدِ ..

توزّعُ الليلَ .. على

صباحِ جيدٍ أجْيَدِ

هناكَ . طاشتْ خُصْلةٌ

كثيرةُ التَمَرُّدِ ..

تُسِرُّ لي .. أشواقَ صدرٍ

أهوجِ التنهُّدِ ..

ونَبْضةَ النهد الصغيرِ

الصاعِدِ .. المُغَرِّدِ

تَسْتَقْطِرُ النبيذَ مِنْ

لون فمٍ لم يُعْقَدِ ..

وتَرْضَعُ الضياءَ .. من

نَهْدٍ .. صبيِّ المولِدِ

قد نلتقي في نجمةٍ

زَرْقَاءَ .. لا تَسْتَبْعِدي

تَصوَّري .. ماذا يكونُ العُمْرُ

لو لم تُوجَدي !