الدنيا بخير – حامد زيد
الظلام اليا تبرى من مدرات النهار … يبتدي عمره ضرير وينتهي عمره ضرير
والعيون اليا عماها حقدها تبقى صغار … ماتهادي مستواها غير للعقل الصغير
والدروب اللي نهاية وصلها ذاك المسار … ماتساوت مع طموحات الفهيم المستنير
من يميز في طريق الشر حسن الاختيار … من صرخ في كل قلب مظلم بصوت النذير
من قدر ياخذ بحق التايه الضايع قرار … من دفع عمره لحب الناس لو يبقي فقير
من يقيد لكل فزعه للندم همسة شرار … من يطفي بالقلوب المدمنة نار السعير
من خلقنا ماعهدنا غير حب الافتخار … نملك الصبر الكبير ونعشق الدرب العسير
همنا نرفع بلدنا مع صفوف الازدهار … ونتذكر يوم كان ترابها فرش وحصير
وللاسف عشنا وشفنا حرب درب الانحدار … حرب تشتيت القلوب وحرب تأنيب الضمير
حرب اقسى من حروب النار وحروب الدمار … حرب ابشع من نزيف الدم وبالسيف الشطير
بالسموم اللي تروج بالكويت بكل دار … السموم اللي تردوا من سبايبها كثير
والشباب اللي تمادوا في دروب الانتحار … اصبحوا فيها رهينة لعنة السم الحقير
يستغيثون بعمار النفس من نسف العمار … يرتجون وداع ظلما الليل للصبح المنير
صرخة المدمن تهيم وترتجي رفع الستار … رددت عند الهدف كلمة يصير أو مايصير
أشعلت بين الضلوع العوج بعد النور نار … وأدمعت كل العيون المشفقة دمع غزير
وامتلت كل الحناجر من صدى الصرخة مرار … وارتوت كل القلوب الضامية من زمهرير
آفة الإدمان زادت وابتدت بالانتشار … والوجوب إنا نحدد في تلاحمنا مصير
ناخذ اطراف القضية في عيون الاعتبار … ونرسم دروب النجاة وخطة الفوز الكبير
ونرسم خطانا وتكفي دمعة المدمن شعار … ويكفي إنا من ربوع المجد وأخوان الاسير
إن نوينا ما بغينا غير حرب وانتصار … وان ضمينا ما رضينا غير نروى من غدير
إتحدنا قلب واحد للهدب والاختيار … والفضل يرجع لربي ثم يرجع للامير
وعلموا من يفقد احساس الامل بالانتظار … الهدف لازال حي وتوها (الدنيا بخير)