الحزم في المنصب السامي هو السبب – ابراهيم الأسود
الحزم في المنصب السامي هو السبب … ولم تكن بسواه تدرك الرتب
واجدر الناس فخراً بالحياة فتى … سما به للمعالي الفضل والادب
كالكونت دميان ده مارتل من شغلت … بغر آثاره الاقلام والكتب
يسري الثناء به في كل ناحية … كأنما هي فيه المندل الرطب
كم حل معضلة في رأي مضطلع … من بعدما ضل فيها السائس الارب
والخطب تعرف اقدار الرجال به … كالنار يعرف فيها العود والحطب
لم يجر في حلبة الا وكان له … ما بين اقرانه في الحلبة القصب
كم رام امراً بطكيو فاستقاد له … ولم يفته بها قصد ولا طلب
اثنت عليه كباريس وقد نفيت … بثاقب من ناه عنهما الريب
فيه توسم لبنان وسورية … ما تنجلي عنهما في حزمه الكرب
وجاء ينشر في لبنان معدلة … شعاعها من سنا باريس مكتسب
هذي سفينته فاملك قيادتها … حتام في هائج الامواج تضطرب
فسوف ترسو على شاطي الامان ومن … سواك يدرك فيها النجح والارب
رأتك باريس ذا رأي بياتره … في الخطب تفعل مالا تفعل القضب
فارسلتك لسد الثغر واثقة … سداده بك لما مسه العطب
شكا وعز مداويه وانت له … آس وقد كاد يوهي ركنه الوصب
اليك اروي حديثاً وهو مختصر … عنه وفيه لمن يصغي له عجب
قامت لنا الدولة الصغرى وقد نهضت … بها رجال لهم منا الثنا يجب
رجال فضل ولكن خانهم عُصُبٌ … متن الضلالة في لبنان قد ركبوا
عاثوا فساداً وفي الاكسير قد سكروا … لا في عصير ابنة الكرم الذي شربوا
وكم سقيم لهم اعدى السليم ومن … يمس ذا جرب يعلق به الجرب
ضل الوزير كما ضل المدير ومن … من زين من لم يكن للاثم مرتكب
مدوا جسوراً ومن فوق الجسور مشوا … الى الخزينة يستهويهم الذهب
واستنزفوا كل ما فيها بلا رجب … كنخلة ما لها حام ولا رجب
وبعدما رسفوا في قيد سجنهم … قد غادروه ولا لوم ولا عتب
ونحن من بعدما الدستور لاح لنا … كالبدر اخفته عن افاقنا الحجب
على التجارب في الاحكام قد درج … الولاة والجد في ادوارهم لعب
فمر زمانك يحكم بيننا شرعا … فانت للحق في لبنان منتدب
وقم باصلاحه فالعقد منتثر … والقوم في حيرة والشعب منشعب
وانت عون على الايام ان بطشت … وانت ان جار فينا دهرنا حدب
الى م نصير والاهواء عابئة … بحق لبنان والدستور مستلب
قد آن للفجر ان يفتر مبسمه … وان تضيء به الساحات والرُحب
وان يصافح لبناناً زمانُ هناً … فطالما غرست فيه الهنا العرب
ما زال للعزة القعساء معقلها … وانه ببنيه المعقل الاشب
يا من تعلق امال البلاد به … كما تشد الى ساحاته النجب
سمعاً الى قول مفتون بموطنه … ما كان يعرف من اقواله الكذب
انا الذي خبر الاحداث عن كثب … وكم اراني بعيني الحادث الكثب
فوق الثمانين عاماً قد طويت وقد … عرفت ما نفثت حياتنا الرقب
ان الثمانين عاماً قد خدمت بها … بني بلادي وقد اعياني التعب
نشرت لبنان في لبنان فانطلقت … تجوبه وهي فيه البند والنصب
شادت على النجم بيتاً سامياً وله … من خاطبي ودها حسن الثنا طنب
وفيه اطلعت اسفاراً تضيء به … كما تضيء بافاق السما الشهب
وان تاريخه مسك الختام لها … ينبي بما قد وعت من مجده الحقب
فسر به سيرة تنسيه ما غرست … ايدٍ به وهي في ارهاقه السبب
وفيك آمال لبنان محققة … ويوم ادراكه المأمول مقترب