إذا كان التغزل شان شعري – أحمد فارس الشدياق
إذا كان التغزل شان شعري … فمدح عزيز مصر زان قدري
فمن يك عاذلا فليطو عذلي … ومن يك عاذرا فليبد عذري
مليك قد تفرد بالمعالي … روايتها تدوم لكل عصر
لبحر عطائه مد فاعظم … ببحر غير موصوف بجزر
مدائحه تزيد الشعر حسنا … ومنه قد جرت في كل بحر
وحل مرامها في كل صدر … وجال نظامها في كل فكر
وما شيء باعجب من مليك … بمصر ومدحه في كل مصر
الم تر كل ملك بات ضيفا … لديه باء وهو حليف شكر
وودوا لو على تيجانهم من … جواهر لفظه شذرات در
لئن لم يحكهم في لبس تاج … فقد حاكاهم في لبس فخر
وكان على تفاخرهم مبرا … باحسان ومعروف وبر
له عن جابر اكسير راي … احال تراب مصر عين تبر
وابدل حرها في ناجريها … بجنات وروضات ونهر
واجرى النيل حيث اراد حتى … كأن بامره الاقدار تجرى
لاسماعيل آية فلق بر … وآية آي موسى فلق بحر
ففلق البركان لمحض نفع … وفلق البحر كان لبعض ضر
فهل ابصرتم من قبل ملكا … تطوع له العناصر طوع اسر
بعيد الصيت دانى العرف يرجى … لدفع ملمة ونوال وفر
وفتح ممالك وسداد ثغر … وضبط سياسة وصلاح امر
عظيم الجد في نفع البرايا … رشيد الراي مامون التحرى
اذا ما قال لم يترك مجالا … لقوال وان يك حرف جر
وللدنيا وللدين افتخار … بافعال له تبدو كزهر
على طرف الثمام ندى يديه … وفي الفلك الاثير ثناه يسرى
ورب صنيعة منه لراج … تكون لمعشر اذخار دهر
وليل يخلص الداعي دعاه … له فيه يساوى الف شهر
ومن لم يدع فاحسبه كفورا … لنعماه وذلك شر كفر
غدت ايامه الغر الليالي … مواسم للورى حفت بسر
ومن بركانها نشرت دروس … تعاورها دروس أي نشر
وبثت في اقاصي الارض طرا … مدارس حاويات كل حبر
وزاد الازهر المعمور فضلا … ينافس فيه من للفضل يدرى
وفي السودان قد نبغت الوف … وصاروا اهل عرفان وقدر
فمن يك قد راى من قبل معسرا … يقل ما ذاك الا فعل سحر
ستسدك بالنجاشي عن قريب … ندامته ويصلى نار قهر
لقد انذرته يوما عصيبا … فظن الحرب اكل كشي بتمر
ايزعم قرنه فيها غبازى … فيرميه ويلطأ خلف صخر
سيصلى من مدافع جيش مصر … وربك ما يفوق صلى جمر
فان الله يخذل كل باغ … ويشمل من بغى الحسنى بنصر
ولست الوم ذا وجه قبيح … اذا ما عاب ذا الوجه الاغر
ولكن جاحد النعمى مليم … وفي تاديبه احراز اجر
ولا سيما جحود عطاء ملك … اجل ميمم واعز بر
الم يكرم له وفدا توخوا … بلاد الانكليز وهم بعسر
وانزلهم لديه خير نزل … وذلك دابه مع كل سفر
باية حجة قد رام قاصا … عبيدا ويله من ارض مصر
واي ملوك هذا العصر يلفى … له ردءا على بغى وغدر
بدآة امره هوج وطيش … وعقباه الى فشل وخسر
وملك ابي الفداء يزيد عزا … بتوفيق الإله المستمر
له عين العناية كل حين … تقيه سالما من كل ضر
حمايته امان من زمان … يظل الحر فيه اسير حذر
وطاعته لدى الرحمن زلفى … تفيز بكل ميمنة ويسر
ايا ملك الكرام ولا احاشى … ويا فخر الانام ولا اورى
لقد قلدتنا مننا كبارا … كفتنا المين في زيد وعمرو
وعارا من تملق ذي جفاء … ومن اطراؤه بالشعر يزرى
فخير الشعر اصدقه مقالا … وقول الصدق شيمة كل حر
اجدنا في صفاتك كل مدح … وكررناه في سر وجهر
ولسنا ندعي لحلاك حصرا … مدى الازمان في نظم ونثر
ادام الله مجدك في كمال … وعزك للخلافة شد ازر
ودمت تمدها وبك ابتدار … الى الحسنى باسلحة ونضر
ودامت حولك الانجال تبدو … كما تبدو الكواكب حول بدر
لكم وافت بعيد الفطر بشرى … وعيد النحر ياتيكم ببشر
فلا زلتم باقبال وعز … وتبجيل وإجلال وفخر
كلمات: غازي القصيبي
ألحان: محمد عبده
1993