أَهْوَى وَمَا الغَانِيَاتُ مِنْ وَطَرِي – خليل مطران

أَهْوَى وَمَا الغَانِيَاتُ مِنْ وَطَرِي … السَّالِبَاتُ العُقُولِ وَالفِكَرِ

أَلصَّائِدَاتُ القُلُوبِ فِي شَرَكٍ … يَنْسُجْنَهُ مِن خَدَائِعِ الحَورِ

أَلمُشِقَياتُ الوَرَى لأَِيْسرِ مَا … يُسْدِينَ مِن نِعْمَةٍ إلى النَّظَرِ

أَلحَاكِمَاتُ المُحْكَمَاتُ فَمَا … يَبْرَحْنَ أَقْوَى وَسَائِلِ القَدَرِ

فإِنَّ لِي دُونَهُنَّ فَاتِنَةً … فِي الزُّهْرِ مَحْسُودَةً وَفِي الزَّهَرِ

ضَحُوكَةَ الوَجهِ لاَ يُغَيِّرُهَا … فِي كُلِّ حَالٍ شيءٌ مِنَ الغِيَرِ

صَادِقَةَ العَهْدِ فِي مَوَاعِدِهَا … تَبْدُو وَفِيهَا تَغِيبُ عَنْ بَصَرِي

شَبابُهَا دَائِمٌ وَرَوْنَقُهَا … أَكْثَرُ مَا يَزْدَهِي عَلَى السَّهَرِ

إِذَا التقَيْنَا فَلاَ يُنَغِّصُنَا … رَيْبُ رَقِيبٍ يَدْعُو إِلى حَذرِ

وَإِنْ تَوَارَتْ رَقَدْتُ مُغْتَبِطَاً … بِمُلْتَقَى لِلغَدَاةِ مُنْتَظَرِ

كأَنَّهَا دُرَّةٌ مُعَلَّقَةٌ … وَأَيْنَ مِنْهَا فَرِيْدَةُ الدُّرَرِ

نُطْفَةُ قَطْرٍ عَلَى شَفا أَفُقٍ … مُفَضَّضِ الجَانِبَيْنِ مُنْحَدِرِ

دَمْعَةُ سَعْدٍ أَقَرَّهَا مَلَكٌ … فِي فُلُكٍ لَمْ تَسِلْ وَلَمْ تَثُرِ

أَوْدَعَ فِيهَا ابْتِسَامَهُ فَذَكَتْ … مِنْ عُصُرٍ يَنْقَضِي إِلى عُصُرِ

نُقْطَةُ حَرْفٍ مِنِ اسْمِ خَالِقِهَا … أَبْيَنُ مِنْ نَقْطِ سَائِرِ الزُّهُرِ

وَعَتْ بَدِيعَ البَدِيعِ فَهيَ تَلِي … فِي سُورَةِ الكَوْنِ آيَةَ القمَرِ

غانِيَةٌ فِي جَمَالِ صُورَتِهَا … مَا تشْتَهِيهِ المُنى مِنَ الصوَرِ

لاَ تَعْرِفٌ الإِثْمَ فَهْيَ عَارِيَةٌ … تَبْدِي حِلاَهَا بِغيْرِ مُسْتَتَرِ

وَإِنَّمَا الإِثْمُ حَيْثُما خَبُثَتْ … ضَمَائِرٌ فهْوَ صَنْعَةٌ البَشَرِ

حَوَّاءُ كانتْ كَذَاكَ ثُمَّ غَدَتْ … تَحْجُبُ مِنْ وَزْرِهَا بِمُؤْتَزَرِ

للهِ صُبْحٌ رَأَيْتُهَا ابْتَرَدَتْ … بِمِثْلِ مَاءِ اللُّجَيْنِ مُنْهَمِرِ

يَجْرِي عَلَيْهَا الضِّيَاءُ غَيَّرَهُ … مِنْ عَنبَرِ اللَّيْلِ عَالِقُ الأَثَرِ

فَكُلَّمَا سَالَ عَن جَوَانِبِهَا … صَفَا بِهَا مِنْ شوَائِبِ الكَدَرِ

وَكُلمَا زادَ نورُهُ لَطُفَتْ … فِيهِ وَرَقَّتْ عَنْ ذَائِبٍ عَطِرِ

حَتَّى تَوَارَتْ فلاَ عَفافَ وَلاَ … حُسْنَ كغُسْلِ الزَّهْرَاءِ فِي السَّحَرِ