أَلأُسْرَتانِ كمَا توَدُّهُمَا العُلَى – خليل مطران
أَلأُسْرَتانِ كمَا توَدُّهُمَا العُلَى … وَالنَّبَعانِ مِنَ النَّجَادِ الأَشْرَفِ
مَا أكْرَمَ الصِّلةَ الَّتِي جَمَعَتْهُمَا … وَقوَامُهَا كَلِفٌ بِغيْرِ تكلَّفِ
قدْ بُورِكتْ فسَمِعْتُ ترْنِيمَ المْنى … وَسَمعْتُ لِلأَمْلاَكِ أَطْيَبَ معْزِفِ
فِي ليْلَةٍ نَفَحَتْ غوَالِي عِطْرَهَا … نفْحاً يُذَّكيهُ أَرِيجُ القرْقفِ
بَذَلَ السَّخاءُ بِهَا الأَطايِبَ وَانْتحَى … نحْواً جَمِيلاً فِي طِرَازِ المقْصِفِ
فتَلأْلأَتْ أَنْوَارُهَا وَتناثرَتْ … أَزْهَارُهَا وَنِظامُهَا اللُّطْفُ الخفِي
آيَاتُ سَيِّدَةِ الحِمَى وَبَنِي الحِمَى … أَنَّ السَّمَاحَةَ عِنْدَهُمْ فِي مَأْلفِ
جُورجِيتُ فِي رَوْضِ الأَوَانِسِ زهْرَةٌ … مِنْ عُنْصُرِ الزَّهْرِ الأَحَبّ الأَلْطفِ
ناهيك مِنْ فنِّ وَمِنْ فِطَنٍ بِلا … زهْوٍ وَمِنْ ظرْف بِغيرِ تظرُّفِ
أَلنُّبْلُ حَيْثُ تِميلُ فِي أَعْطافِهَا … وَبِغْيرِ تقْوَى اللهِ لمْ تتعَطَّفِ
بَيْنَ ازْدَهارِ جَمالِهَا وَحَيَائِهَا … تقِفُ العُيُونُ بِهَا وَلم تسْتوْقَفِ
زفَّتْ إِلى رُوبرتُ وَهْوَ أَحَقُّ مَنْ … تخْتارُهُ ذاتُ الكمَالِ وَتصْطفِي
أَدَبٌ وَأَخْلاقٌ سَمَتْ وَمَعَارِفٌ … مَهْمَا يرِدْ مِنْ حَوْضِهَا لاَ يَكْتَفِ
وَسَرِيرَةٌ نزَهَتْ وَنفْسٌ حُرَّةٌ … لمْ تَصْطَنِعْ شِيماً وَلمْ تتصَنَّفِ
مَا أَبْهجَ الكفُوئَينِ ضَمَّهُمَا الهَوَى … يَقِفَانِ مِنْهُ مِثْلَ هَذَا المَوْقِفِ
مُتَمَاثِلَيْنِ سَجيَّةً وَمَزِيَّةً … مُتَعَاهِدَيْنِ عَلَى هُدَى وَتَعَفُّفِ
فَلْيَسْعَدا وَلْتَتَّسِقْ لَهُمَا المُنَى … فِي كلِّ مَعْنىً مُوِنقٍ وَمُشْرَّفِ