أما ترى راهبَ الأسحارِ قد هتفا – ديك الجن

أما ترى راهبَ الأسحارِ قد هتفا … وحثَّ تغريدَه لمَّا عَلا الشّعفا

أَوْفى بصبغِ أَبي قابوسَ مفرقُهُ … كدرَّة التَّاجِ لمَّا أَنْ عَلا شَرَفا

مُشنَّفٌ بعقيقٍ فوقَ مَذْبَحِهِ … هل كنت في غير أُذْنٍ تعرف الشُّنُفا

لمَّا أَراحَتْ رُعاة ُ اللَّيلِ عازبَة ً … من الكواكبِ كانت ترتعي السُّدفا

هزَّ اللواءَ على ماكانَ من سنة ٍ … فارتَجَّ ثُمَّ عَلا واهْتَزَّ ثُمَّ هَفا

ثمَّ استمرَّ كما غنَّى على طرَبٍ … مِرِّيحُ شَرْبٍ على تَغريده، وضفا

إذا کسْتَهَلَّ اسْتَهَلَّتْ فوقه خُصَلٌ … كالحي صيح صباحاً فيه فاختلفا

فاصرف بصرفكَ وجهَ الماءِ يومكَ ذا … حتَّى ترى نائماً منهُم ومنصرفا

فقامَ مختلفاً، كالبدرِ مطَّلعاً … والظبي مُلتفتاً، والغُصن منعطفا

رَفَّتْ غلالة ُ خَدَّيهِ فلو رُميا … باللَّحظِ أوبالمنى همَّا بأَن يكفا

كأنَّ قافاً أُديرتْ فوقَ وجنتهِ … وکخْتَطَّ كاتبُها من فوقها أَلِفا

واستلَّ راحاً كبيضٍ صادفتٍ حجفاً … خلائقاً أَو كنارٍ صادفت سعفا

صفراء أو قَلّما اصْفَرَّتْ فأَنْت ترى … ذوباً من التبرِ رصُّوا فوقه الشرفا

فلم أزَلْ من ثلاثٍ وأثنتينِ ومنْ … خَمْسٍ وستٍ وما استعلى وما لطفا

حتَّى توهَّمت نوشروانَ لي خولاً … وخلت أَنَّ نديمي عاشر الخُلَفا