أخلقَ الدهرُ لمتي وأجدا – مهيار الديلمي
أخلقَ الدهرُ لمتي وأجدا … شعراتٍ أرينني الأمرَ جدا
لم يزلْ بي واشي الليالي إلى سم … ع معير الشباب حتى استردا
صبغة ٌ كانت الحياة َ فما أف … رقُ أودي دهري بها أو أردى
يا بياض المشيب بعني بأيا … مك ليلا نضوته مسودا
يا لها سرحة ً تصاوحُ تنو … ماً وعهدي بها تفاوحُ رندا
لم أقل قبلها لسوداءَ عطفاً … و اقترابا ولا لبيضاءَ بعدا
عدتِ الأربعون سنَّ تمامي … و هي حلت عرايَ عقدا فعقدا
بانَ نقصي بأن كملتُ وأحسس … ت بضعفي لما بلغتُ الأشدا
رجعتْ عنيَ العيون كما تر … جعُ عن حاجب الغزالة رمدا
ليت بيتا بالخيفِ أمس استضفنا … ه قرانا ولو غراما ووجدا
و سقاة ً على القليب احتسابا … عوضونا اللمى شفاءً وبردا
راح صحبي بفوزة الحجَّ يحدو … ن وعنسي باسم البخيلة ِ تحدى
و لحاظي مقيداتٌ بسلعٍ … فكأني أضللتُ فيه المجدا
ربَّ ليلٍ بين المحصب و الخي … ف لبسناه للخلاعة ِ بردا
و خيامٍ بسفح أحدٍ على الأق … مار تبنى فحيَّ يا رب أحدا
لا عدا الروحُ في تهامة َ أنفا … ساً إذا استروحتْ تمنيتُ نجدا
و أعان الرقادُ حيرة َ طرفٍ … لم يجدْ في الطلاب يقظانَ رشدا
نمتُ أرجو هندا فكلَّ مثالٍ … خيلتْ لي الأحلامُ إلاّ هندا
عجبا لي ولابتغائي مودا … تِ ليالٍ طباعها ليَ أعدا
نطقتْ في نفوسها وتعفف … تُ فما ودُّ من يرى بك صدا
أجلبتْ عريكة ُ دهري … فرمى بي وقام أملس جلدا
كل يومٍ أقولُ ذما لعيشي … فإذا فاتني غداً قلتُ حمدا
زفراتٌ على الزمان إذا استب … ردتُ منها تنفسا زدن وقدا
يا لحظي الأعمى أما يتلقى … قائدا يبتغي الثوابَ فيهدي .
يا زمانَ النفاقِ ما لك زاد اللهُ … بيني وبين أهلك بعدا
من عذيري من صحبة الناس ما أخ … فرها ذمة ً وأخبثَ عهدا
كم أخٍ حائم معي واصل لي … فإذا خلفتْ به الحالُ صدا
و صديقٍ سبطٍ وايامه وس … طى فلما انتهتْ تقلصَ جعدا
ليته غيرَ منصفٍ ليَ إسعا … دا على الدهر منصفٌ ليَ ودا
و إذا لم تجدْ من الصبر بدا … فتعزلْ وجدْ من الناس بدا
يدفع اللهُ لي ويحمي عن الصا … حبِ فردا كما وفى ليَ فردا
أجنتْ أوجهُ الرجالِ فما أن … كرتُ من بشر وجههِ العذبِ وردا
كيفما خالفتْ عطاشُ أماني … نا إليه كان النميرَ العدا
ملكَ الجودُ أمره فحديث ال … مال عن راحتيه أعطى وأجدى
زذ لجاجا إذا سألتَ وإلحا … حا عليه يزدك صبرا ورفدا
لا ترى والمياهُ تعطي وتكدي … حافراً قطّ في ثراه أكدي
كلما عرضتْ له رغبة ُ الدن … يا تواني عنها عفافا وزهدا
كثر الناسُ مالها واقتناها … سيرا تشرف الحديثَ وحمدا
لحقته بغاية المجد نفسٌ … لم تحدد فضلا فتبلغ حدا
عدت الفقر في المكارم ملكا … و فناءَ الأيام في العزّ خلدا
و أبٌ حطَّ في السماء ولو شا … ء تخطى مكانها وتعدى
من بهاليلَ أنبتوا ريشة الأر … ضِ وربوا عظامها والجلدا
أرضعتها أيديهمُ درة الخص … ب فروت تلاعها والوهدا
بين جمًّ منهمُو سابورَ أقيا … لٌ يعدون مولد الدهر عدا
لهمُ حاضرُ الممالك إن فا … خر قومٌ منها بقفرٍ ومبدى
أخذوا عذرة َ الزمان وسدوا … فرجَ الغيلِ يقنصون الأسدا
سيرُ العدلِ في مآثرهم تر … وى وحسنُ التدبير عنهم يؤدي
و إذا اغبرت السنونَ وأبدى … شعثُ الأرض وجهها المربدا
طردوا الأزلَ بالثراء وقاموا … أثر المحلِ يخلفون الأندا
توجوا مضغة ً وساد كهولَ ال … ناس أبناؤهم شبابا ومردا
عدد الدهرُ سيداً من … هم وعدَّ الحسينُ جدا فجدا
حبسَ الناسَ أن يجاورك في السؤ … ددِ تعريجهم وسيرك قصدا
و وقى الملكَ زلة َ الرأي أن صر … تَ بتدبير أمرهِ مستبدا
لك يومٌ عنه مراسٌ مع الحر … بِ يردُّ السوابقَ الشعرَ جردا
تركبُ الدهرَ فيه ظهرا إلى النص … ر وتستصحبُ اللياليَ جندا
و جدالٌ يوما ترى منك فيه … فقرُ الوافدين خصما ألدا
كلّ عوصاءَ يسبق الكلمُ الهدَّ … ارُ في شوطها الجوادَ النهدا
أنا ذاك الحرُّ الذي صيرته … لك أخلاقك السواحرُ عبدا
معلقٌ من هواك كفى بحبلٍ … لم يزده البعادُ إلا عقدا
ملكَ الشوقُ أمرَ قلبي عليه … مذ غدا البينُ بيننا ممتدا
أشتكي البعدَ وهو ظلمٌ ولولا … لذة ُ القربِ ما ألمتُ البعدا
ليت من يحملُ الضعيفَ على الأخ … طارِ ألقى َ رحلي اليك وأدى
فتروت عيني ولو ساعة ً من … ك فإني من بعدها لا أصدى
و على النأي فالقوافي تحيا … تك منيّ تسري مراجا ومغدي
كلّ عذراء تفضح الشمسَ في الصب … ح وتوري في فحمة الليل زندا
لم تدنس باللمس جسما ولم تص … بغْ لها غضة ُ اللواحظِ خدا
أرجأتُ الأعطاف مهدى جناها … لك يهدى إلى الربيع الوردا
فتلقَّ السلامَ والشوقَ منها … ذاك يشكي وذا يطيبُ فيهدى
و احبُ جيدَ النيروز منها بطوقي … ن وفصل لليلة العيدِ عقدا
و تسلم من الحوادث ما ك … رّ على عقبه الزمانُ وردا
ما أبالي إذا وجدتك منْ تف … قدُ عيني لا أبصرتْ لك فقدا